عن المدونة

شريط الإعلانات

اهلا وسهلا بكم في مدونة uae geology

الأحد، 22 ديسمبر 2013


كثرة التكاليف:
يشكو بعض المعلمين من كثرة التكاليف المدرسية والواجبات الإدارية المتعلقة بالمدرس، بدءاً بعدد الحصص الأسبوعية، إضافة إلى ما يتبعها من واجبات منزلية وتحضير وإعداد، وقد يكون لدى المدرس مهام وتكاليف إدارية وإشرافية أخرى.
إضافة إلى طول المنهج الدراسي وقصر الوقت المخصص للمادة مما يجعل المعلمين والمعلمات يشعرون أنهم بحاجة لمزيد من الوقت لإكمال المقرر، فكيف يجدون الوقت الفائض الذي يسمح لهم بأداء الدور التوجيهي التربوي؟
هذه العقبات من وجهة نظر هؤلاء تبقى عائقاً وحاجزاً دون أداء المدرس الدور المنوط به، فهي تستهلك وقته، وتستنفذ طاقته حتى لا يجد الوقت الكافي للتفكير والمراجعة.
ويمكن أن نسجل على ذلك الملحوظات الآتية:-
أولاً:
 لاشك أن المعلم يتحمل أعباء كثيرة تؤثر على عطائه وأدائه التعليمي التربوي، وأنه حين ينتظر منه نتاج أفضل فلا بد من تخفيف الأعباء.
ولئن قبلنا القول بأن زيادة النصاب من الحصص لها ما يبررها من تزايد أعداد الطلبة والطالبات ونقص الفرص الوظيفية، إلا أن الكثير من الأعباء الإدارية ليس لها تفسير سوى الإغراق في الشكليات الذي ابتليت به الأمة على حساب المضمون.
ثانياً:
 ومع هذا الوضع فإن صاحب الهدف الجاد الذي يسري في أعماقه وروحه، والذي يشعر أن تحقيق الدور التربوي هدف أساس وليس قضية هامشية أو نافلة من النوافل؛ إن الذي يحمل هذا الشعور يملك الاستعداد التام لتحمل الواقع والتعامل معه.

وأحسب أن هناك ارتباطاً وثيقَ الصلةِ بين مستوى الجدية في الهدف والحماس له والتشكي من كثرة التكاليف، ولا نزال نرى عدداً من المعلمين والمعلمات الأفاضل الذين لا ينكر جهدهم، ولا يجهل أثرهم، نراهم استطاعوا تحقيق هذا القدر من النجاح بالرغم من كثرة أعبائهم. 
ثالثاً:
لا نزال نرى أصحاب الأهداف الدنيوية والتطلعات الخاصة يتحملون في سبيلها اللأواء؛ فيصبر أحدهم على جفاء رئيسه في العمل، ويتحمل من الأعمال أكثر من غيره، ويتظاهر بقدر من الارتياح والإخلاص أكثر مما في داخله؛ يعمل كل ذلك من أجل تحقيق هدف عاجل، وأحسب أن الهدف التربوي والإصلاحي لدى إخواننا وأخواتنا أسمى وأعلى من ذلك كله، فهم أولى بالتحمل والبذل.
رابعاً:
الدور الذي نطالب المعلم بتحقيقه معظمه يتم من خلال وجوده في الفصل الدراسي الذي لابد له منه، فهو سيدخل الفصل لا محالة، وسيخاطب تلامذته ولابد، فمعظم هذه الأدوار لن تتم بتحمل مزيد من العبء بل بإحسان النية، وصدق الكلمة، واختيار ما يقول.
خامساً:
من يتأمل السنن الكونية يرى أن من يسعى للتغيير في المجتمعات - أيًّا كان هذا التغيير- لابد أن يدفع الثمن الباهظ لذلك، ويبذل الجهد الهائل، فكيف بأصحاب الدعوات؟ وسير الأنبياء والمصلحين على مدى تاريخ البشرية خير شاهد على هذا المعنى. قال تعالى : [حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء..] ويحكي صلى الله عليه وسلم صورة من معاناة الأنبياء قبله فيقول ابن مسعود- رضي الله عنه - :كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبياً من الأنبياء ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول:"اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون"  ( رواه البخاري ومسلم )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق